ابكيك ميتا حنايا القلب مدفنة

اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين

ابكيك ميتا حنايا القلب مدفنة






حييت قبرك في ذكراك محزوناً
لما فقدنا التقى بالعلم مقروناً

يا قبر كم قد حويت اليوم أمنية
كانت ترفرف في دنيا أمانينا

حويتَ ديناً وأخلاقاً منزهّة
حويت علماً عن الأبصار مكنوناً

ما شاء صرف الردى فليقتنص قنصاً
برزئك اليوم قد هانت مآسينا

يا موت أوحشت محراب الصلاة به
فالبيت والوعظ والقرآن يبكونا

يا موت لم تهب المسباح في يده
مسبحاً والشفاه الذبل يتلونا

يا موت خبر عن الروح اللطيفة هل
آلمتها وهو قد جاز الثمانينا

أفديه ميتاً حنايا القلب مدفنة
وراحلاً لم تزل ذكراه تهدينا

كنا نناجيك حياً وسط نشوتنا
واليوم ذكراك أحزاناً تناجينا

بالأمس قد كانت الأفراح تغمرنا
واليوم امسى بكأس البؤس يسقينا

يا راحلاً والمنايا غير ممهلة
مهلاً نودعك علَّ الدمع يشفينا

رحلت والورد يذوي في حدائقنا
رحلت فالدمع يجري من ماقينا

كانت بياناتك الغرّاء تمطرنا
غيثاً تميت العِدا غيظاً وتحيينا

واليوم لاشخصك يلوح لنا
نوراً ولا يدك الغرّاء تحيينا

لله نعش سرى والناس خاشعة
تحملته الحنايا قبل ايدينا

النعش يسري أم الأجبال سائرة
والبحر يزخر أم جمع المصلينا

هل غابت الشمس ما للدهر منكدراً
أم قد ترى سوّدت حزناً روابينا

ما للشفاه من الأحزام قد ذبلت
والحزن قد عمّ في أرجاء نادينا

حق لنا الزهد في هذي الحياة وقد
تركتنا في بلاياها مقيمينا

قد كنت تأسو جراحات الزمان فمن
يأسو الجراح وفي البلوى يواسينا

تركتنا لأذى الرمضاء يلفحنا
وأنت كنت لنا ظلاً يوارينا

لو كان ينفع في رد الردى عدد
وقوة لم تكن في الأرض مدفوناً

بروحك العذب نشدو في أغانينا
بعزمك الصلب نجتاح الميادينا

علمتنا كيف نغزو كل طاغية
ونسترد حقوق المستغيثينا

علمتنا أن دين الله عزتنا
علمتنا أن دنيانا بأيدينا

علمتنا الدم درب العيش في كرم
وإنما يوهب العيش المضحونا

فعسكر الغربْ لا يلوي مسيرتنا
عما رسمت ولا الشرقي يلوينا

وإننا الحاكمون الأرض ما رفعت
كف الجهاد وما اهتزت مواضينا

وليس أوضح من حد السيوف ومن
نار المدافع في الميدان تبيينا

رأيت دولتك العصماء ثابتة ألا
طواد والدين شرعاً حاكماً فينا

وأن خامنئي أهل لها ثقة
والشعب من خلفه يحمي الميادينا

نم وادعاً إن شعباً كنت راعيه
بالدين ما زال يفدي الأرض والدينا

وعشرة قد حكمت الشعب في ثقة
لم تأل جهداً وما خنت الملايينا

والحرب ما خضتها الا لطاعة رب البيت
كالمرتضى اذ خاض صفينا

فليكتب المرجفون اليوم ما كتبوا
ماضون في دربنا لا شيء يثنينا

الحق بأن وقد بانت علائمه
هيهات يخدعنا بعدُ المضلونا

نم وادعاً يا أبا الثوار في ثقة
فاننا اذ عرفنا الدرب ماضونا

لما عرفناك فرداً لا شبيه له
كنت الإمام وقد كنا المصلينا

افديك ميتاً حنايا القلب مدفنة
وراحلاً لم تزل ذكراه تهدينا