خواطر لشهيد سيف الله مصطفي

خواطر لـ ..سيــــــــــــــــــــــــــــف
أعلم ان كلماتى مجرد خواطر وكلماتى لاتمثل الا قليلا مما اشعر به وفقدانك اكبر مما يتخيله عقلى اريد ان احدث الناس عنك طوال الوقت فأنا اشعر بفخر شديد يا من رفعت رأسى عاليا
▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼
حكايتى مع الشاطر ..سيــــــــــــــــــــف
▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼▼

عندما فقدت اخواتى الاثنين حمدت الله كثيرا ان من على بأثنين من الاولاد حتى يكونوا سندا لبعضهما البعض فى السراء والضراء فما اقوى من علاقة الاشقاء فقد كانت علاقتى باخوتى رحمة الله عليهما علاقه حب واحترام وكم من المواقف التى ساندونى فيها خاصة اختى فقد رحل اخى عن دنيانا مبكرا فزرعت فى اولادى حبهما لبعضهما البعض وكان خالد الاخ الاكبر لسيف رجلا منذ مولده وكان يعتمد على نفسه منذ صغره ويمشى بين الناس يحاورهم ويتحدث معهم ويدلى بدايه فى كل احتياجاته الخاصة مما جعل له شخصية قويه ومحببة وكان يعتبر نفسه ابا ثانيا لسيف ويحثه على الاجتهاد فى المذاكرة ويتابعه فى شئون حياته فحمدت الله كثيرا على هذه العلاقة القويه والمحببة الى نفسى فهكذا علمنى أبى ان احترم اخوتى وان احبهم فقد كنت الصغير مما جعل علاقتنا تمتاز بالحب والحنان وجاء سيف يوم22\11\1994 بفارق 5 سنوات عن اخيه خالد وكنت ارى سيف صغيرا دلوعا لم يكبر كثيرا في نظرى وكنت أدلعه وكانت مشاعره واضحة ويمتاز بالحنان لاقصى درجة وكان طفلا جميلا واعدا وكان مبتسما منذ مولده وكان يشع حين يضحك وكثيرا ماكنا نضحك ونتجاذب أطراف الحديث بعد دخوله المرحلة الثانوية فقد كان طالبا فى مدرسه سانت فاتيما للغات بمدينة نصر فى الصف الاول الثانوى وهى السنه التى شهدت نهاية مشواره فى هذه الدنيا كان يتمنى دخول كليه الهندسه وكنت اشجعه واطلب منه الاجتهاد فى المذاكرة لينول مراده وكنت احدثه بأن الصداقه شىء مهم جدا فى حياة الناس فقد كان اصدقاء ابى اكثر الناس وقوفا بجانبنا بعد وفاته وانا احتفظ بأصدقاء على مدار حياتى بدءا من المرحلة الابتدائية فأنا ارى ان الصداقة شىء سامى مقدس وأقول له انهم جيل مترف وكل الاشياء يجدها سهلة وصداقتهم ضعيفة وكنت اشجعه على تقوية علاقته بأصدقاءه ولكن كم كنت مخطئا فما رأيته اثناء اصابته ووفاته فاق كل تصوراتى

فقد ذهب سيف يوم 28\1\2011 جمعة الغضب الى منزل احد اصدقائه لحضور عيد ميلاد احد اصدقائهم وذلك فى تمام الساعه الرابعه وبرغم مقاومه امه له حتى لايذهب لم يسمح لها وتحكى امه انها كانت تضع طعام الغداء فى فمه عند الباب ولكنه كان مصرا على النزول مفضلا عدم الاعتذار لأصدقائه حتى لا يغضبوا منه وبالرغم من عدم بعد منزل صديقه أكثر من 500 متر عن منزل سيف فى شارع عباس العقاد وبعده عن الاحداث الجارية فى ميدان التحرير كانت مصر كلها ميدان التحرير وذهب سيف مصحوبا بدعوات أمه له بالسلامة والرجوع سريعا ولكن سيف لم يعد أبدا لمنزله ولاسرته وشهد سريره أخر ليله يقضيها سيف فقد كانت هذه اللحظة هى اخر لحظة يرى فيـــــــــــها أمه وأهله وذهب سيف وهو يودع أمه قائلا سلام يـــــــــا مـــــــــــو كما كان يناديها وكان ينادينى بوبـــــــــــــا فقد كان يطلق اسماء الدلع على كل أفراد الاسرة وأصدقائه فقد كان سريع البديهة ذكى ويتميز بخفة الظل وابتسامته العريضـــــــــــــــة

جاء حظر التجوال والغى عيد الميلاد فنزل سيف واصدقائه لشراء ساندوتشات من محل اخر ساعه المواجهة لبيت (ذكى) صديقه الذى شهد اللحظات الاخيرة فى حياة سيف وهو مواجه لقسم مدينة نصر اول ورأى الاصدقاء جموع المتظاهرين امام القسم وهم يرددون الشعارات ويحرقون سيارات الشرطة وبما انهم صغارا فقد أخدتهم الرغبة فأقتربوا قليلا عند ميدان الساعة لرؤية مايحدث وسط جمهور غزير يشاهد مايجرى وهذا المكان يبعد حوالى 300 متر على الاقل من القسم وبدات الشرطة تطلق الرصاص المطاطى والقنابل المسيله للدموع على الناس ثم بدأت فى اطلاق الرصاص الحى وكما جاء فى شهاده(احمد الاسود) طالب بكليه الصيدله والذى كان واقفا امام سيف وأصدقائه وقام بحمل سيف مع صديقه ذكى بعد اصابته الى احد السيارات الخاصة لنقله الى المستشفى يقول احمد فى شهادته الموثوقة بنيابة مدينه نصر انه رأى اثنان من العساكر يحملون البنادق وامامهم ظابط بملابس مدنية يشير ناحيتهم وبارغم من كون الساعه السابعه كان الشارع مضاءا وكانت الرؤية تسمح له بتتابع الاحداث فصرخ احمد محزر الناس وقام الشاب الواقف بالجرى ناحية ميدان الساعه خوفا من اصابتهم وبدا سيف وذكى الاستعداد للجرى وما ان اعطى سيف ظهره للقسم استعدادا للجرى حتى اصابته رصاصة غادرة فى مؤخرة رأسه

ويحكى ذكى انه رأى سيف يدور فى الهواء لفة كامله حتى اصبح وجهه موجها للقسم وذلك من قوة الرصاصة التى استقرت تماما داخل راسه وسقط سيف غارقا فى دماءه لا يتحرك ولم اكن فى المنزل وعلمت عن طريق ابن اختى ان سيف صدمته سيارة وهو فى مستشفى رابعة العدوية ولا اعلم كيف وصلت الى المستشفى لارى خالد وهو يجرى مذعورا نحوى ويمسك بأوراق فى يده قافزا الى السيارة قائلا اذهب الى مستشفى التامين الصحى فقد اصيب سيف برصاصة فى راسه ولا توجد عربة اسعاف لنقله فقفزت من سيارتى اجرى لأراه فقد كان ممددا على الكنبة الخلفية لسيارة والدة صديقه غارقا فى دمائه وعيناه شاخصتان وعندما رأيته تأكدت ان سيف لن يعود معى مرة أخرى لا اراكم الله مكروها فى أحبائكم فما بالكم بالابن فلذة الكبد والحلم لاى اب ان يرى أولاده بكامل صحتهم وعافيتهم متمنيا الموت على اصابة احد منهم مكروه قفزت فى سيارتى مسرعا وسيف خلفى فى سيارة صديقه متورعا الى الله قائلا (رب انى لاأسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) ودخل سيف حجرة العناية المركزة فى حالة غيبوبة كاملة بعد ان فعل اكثر من 10 اطباء مافى وسعهم لابقائه على قيد الحياة وياليت كان يسمعنى وأنا اقول له انت قوى ياسيف يالا قوم أنا جنبك متخفش ياحبيبى

وجاء يوم السبت وامتلأت ارض المستشفى بالعشرات من اصدقاء سيف ورأيت من الدموع مايملىء النهر وأهالى اصدقائه يدعون له وأصدقائه واهله واحبائه وصبايا تبكى وتفقد الوعى مفترشة ارض المستشفى انهض ياسيف انا غلطان فها هم اصدقائك انت فعلت بنصيحتى وجاءك الناس من كل ناحية حزنا على الصديق الوفى والذى علمت فيما بعد انه كان صديقا ورجلا فى معاملاته مع أصدقائه وزملائه وكانو يطلقون عليه لقب(سيف سيطـــرة) بالرغم من انه لم يكن الاكبر سنا ولا اكثر طولا ولكنه كان قوى الشخصية حازما فى حل المشاكل التى تواجه اصدقائه فى هذه المرحله السنيه كما كنت أتمنى ودعوت له حتى بيرى اصدقائه من حوله ويشعر بحبهم وخوفهم عليه ويرى أصدقائه وهم يقفزون من فوق أسوار المستشفى بعد مواعيد الزيارة ويجرى الامن خلفهم للقبض عليهم حتى يروا سيف وفوجئت بذكـــــى صاحـــــب سيف وهو يدخل علينا فى العناية المركزة بدون ملابــــــــس بعد ان تمكن الامن من الامساك به فما كان منه الا ان ترك ملابسـه لهم هؤلاء هم أصحابك ياسيف انهض لتراهم وترى انحناءتى لك فأنا فخور بـــك وترى حبهم لك وخوفهم عليك

وفى مساء السبت ابقيت الطبيبه المعالجة على املنا وفى قدرة شفائه فطلبت مننا احضار العسل الابيض والزبادى ليتم تغذيته عن طريق الانبوب فأخذنا ندعو له طوال الليل وفى الصباح ذهبت مع والدته لاحضار العسل وبارغم من وجود العســــــــــل حتى في الاكشاك الصغيرة لم نجده فى المحلات الكبيرة ياللغرابـــــــــــة اانت شبعــــــــــــــان لهذه الدرجة ياسيف؟؟؟ وأحضرنا العسل وعبرنا جموع احباب سيف وكلنا اى امل ودخلت امه مسرعه الى سريره اما نا فرأيت وجه الطبيبه الشاحب وعبرت عيناها بدون كلام لقد توفـــــــــــــى سيف اكلينكيا فقد افقدت الرصاصة مخه عن العمل ولم يتبق غير توقف نبض قلبه النابض بحب الناس وانهارت أمه ولم اعلم ماذا افعل فالدموع تتساقط بدون تفكير ماهذا الكابوس وذهب الليل بطيئا وكنت اراه يزداد سوادا عن كل الايام وفى الصباح قالت الطبيبة ان قلبه قد يتوقف خلال ساعتين على الاكثر والعلم عند الله فقد ذهبت نبضات قلبه تباعا ولم يتبق الا القليل منها واتصلت باولاد عمى لاعداد المدفن وجاء أذان الظهر ومرت الساعات ولم يتبق الا عداد نبضات يعدعلى الاصابع لكن ماباليد حيلة انتظارا لقضاء الله وكانما سيف يقاوم ويحاول الوجود معنا لاطول فترة ممكنة

فدخلت علي سيف وحدى وقد قام الاطباء بتغطية عيناه وكم كنت احلم بالنظر اليها وقمت بمسح جسده الطاهر بيدى فى حنيــــــــة كما كنت افعل معه قائـــــــــــــلا لــــــــه (يالا ياسيف امشى بقي امشى ياحبيبــــــــــــــــى بلاش تقعد كده انا مش عايز حد يشوفك كده يالا يابابا امشى علشان خاطــــــــرى) وانا اشعر ببرودة جسده وقد انتقلت الى فارتعش جسدى كله رعشـــــــــــة لن انساها ماحييت وكأنه يقول لى(ماشى يابوبا انا حامشى) يالها من لحظة بعمرى كله لاأراكم الله مثلها ابدا وذهب سيف فجر الثلاثاء 1\2\2011 طاهرا نظيفا موحدا شهيدا محطما كل الامال بوجوده ولكن لله مااعطى ولله ماأخذ ولا اجد ماأقول سوى ان لله وان اليه راجعون اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منه وذهبت روح سيف الى بارئها مطمئنة حامدة فيا كل اصحاب سيف واحبائه دعواتكم له بالرحمة ولنا بالصبر على فراقه والحمدالله على نعمة الله التى لم تدم طويلا داعيا الله ان يبارك فى خالد ليكون درة عينى الباقية فسلاما ياسيف والى لقاء قريب أجدك فيه فى اعلى جنات الخلد متمنيا ان تشفع لى عند ربك القادر القاهر الرازق بوجودى معك فى جنة الخلد فكم اشتاق لرؤيتك ياحبيب القلب

هذه حكايتى مع الشاطر سيف امير الشهداء

يا رب ارحمو و ارحم كل الشهداء

مشكووووووور

مشكووووووووور على الموضوع

بارك الله فيك

مشكووووووووور

جزاك الله الف خيرااااااااااااااا

بارك الله فيك و جزاك خيرا

شكرا لك

شكرا