مشايخ يؤكدون جواز نقد " العلماء والمشايخ " دون تجريح أو افتراء

مشايخ يؤكدون جواز نقد " العلماء والمشايخ " دون تجريح أو افتراء




صحيفة المرصد-خالد الصاالح : اتفق عدد من المشايخ والعلماء على جواز نقد الشيخ والعالم لتقويمه، سواء كان النقد علنياً أو مباشراً أو حتى عبر البرامج الكوميدية، مشترطين أن يكون دون تجريح أو افتراء، فيما اختلف معهم رئيس مجلس إدارة مكتب البديعة للدعوة وتوعية الجاليات الداعية الشيخ سعد البريك الذي عدَّ أن بعض الدعاة « سخرية بالكتاب والسُنَّة».
وأشار البريك إلى أن الاستخفاف والاستهزاء بشخصية الشيخ محمد العريفي عبر برنامج «واي فاي» هو انتقاد لشخصية الداعية إلى الله عز وجل أكثر من كونه انتقادا لشخصيته وسخرية واضحة بالكتاب والسُنَّة.
نقد العلماء
وعن جواز نقد العلماء والمشايخ قال البريك  وفقا لصحيفة الشرق « لا توجد عصمة لأحد بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من أن يقال له أخطأت وأن ينتقد»، مبيناً أنه في حال خطأ العالِم فإن من يسدده ويصوِّبه ويناقشه يجب أن يكون عالماً مثله، ولا يكون أحداً من رعاع الناس، قائلاً: «لأنه لا يمكن أن يأتي مشعوذ ليصحِّح عمل طبيب استشاري، لذلك من يرد أن ينتقد يجب أن تكون لديه الأهلية والقدرة والأدوات التي يوازي بها ما عند الشخص الذي يريد أن ينتقده».
جواز النقد
و أجاز نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو المجامع الفقهية الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه نقد ممارسات الجماعات المنسوبة للدين في إطار ساخر وكوميدي كما يحصل من خلال الدراما العربية، و قال «إنه من حيث المبدأ، فإن نقد الدين الصحيح أو الاستهزاء والسخرية منه، من الأمور المحرمة قطعاً، وعلى فاعلها إثم عظيم، وأما فيما يتعلق بنقد ممارسات غير دينية، أي ليست من الدين الصحيح، أو إدخال ما ليس في الدين بالدين فالظاهر أنه أمر جائز».
تحرٍ ومصداقية
وأكد بن بيه أيضاً أن انتقاد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الجهات الدينية، التي هي ليست معصومة عن الخطأ، يجوز لكن أن يكون بأسلوب رصين، وعقب التحري من المصداقية في بعض القضايا للابتعاد عن خطيئة القذف والتشهير، موضحاً أن الانتقاد يجب أن يكون لتقويم الأفعال وليس لإشاعة الفوضى في المجتمعات.
وبيَّن أستاذ كلية الشريعة بجامعة القرويين بمدينة فاس في دولة المغرب الدكتور إدريس الفاسي الفهري أنه لا بأس بنقد العلماء والمشايخ طالما أنهم ليسوا منزهين عن الخطأ، مضيفاً: «يجوز تقليد المشايخ بالتمثيليات لأجل تبيان أخطائهم، حيث إن هناك مشايخ مكروهين حشروا أنوفهم بأمور لا تعنيهم إما بالسياسة أو بالشؤون الخارجية للدولة ويتحدثون فيما لا يعنيهم، مما يفتح المجال لنقد الشيخ الذي رضي لنفسه أن يصل لهذا المستوى ويجب عليه أن يتحمل ذلك».

من جهته، رفض القاضي وعضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث بأن يقصد في تغريدته الشيخ العريفي التي أطلقها تزامناً مع الحلقة التي قُلد فيها الأخير، حيث قال فيها: «الدين مقدس ويكفر المستهزئ به، وأما المتدين فغير مقدس ولا مدنس، ويحرم ظلمه، ويباح نقده، ويستحب نصيحته، ويجب إنكار مخالفاته وبيان تناقضاته» موضحاً في حديثه « «تغريدتي عامة ولم أقصد بها شخصاً وقد تفهم أنها موجهة للشيخ العريفي كونها أتت متزامنة مع وقت الحلقة والناس تحمل الأمور كما تريد»
واي فاي
و استغرب الغيث من تناقض شرائح المجتمع التي شاهدت تقليد عدد كبير من النجوم في البرنامج ولم تعترض، بينما اعترضت على السخرية التي طالت داعية كان يمارس السخرية والاستهزاء لتقليد اللجهات وإضحاك الناس في وسائل مختلفة.
ولاحظ الغيث من خلال «تويتر» تصفيق وتحريض بعض الأشخاص والدعاة للنقد والتقليد الذي يطال أناسا لا يتفقون معهم ولا مع أهوائهم، ثم إذا نُقد أحد منهم عبر مشهد كوميدي تقوم الدنيا ولا تقعد، وأضاف: «هناك دعاة لهم رمزية حشروا أنفسهم بقضايا لا تخصهم شخصياً ولا داخلياً وبالتالي فقدوا مرجعيتهم ومصداقيتهم ويجب أن يتحملوا ما آلوا إليه».
تناقض اتباع
واستشهد الغيث بتناقض من وصفهم «بالاتباع» بعد اختراق موقع الممثل خالد سامي الذين باركوا للمخترق إثمه الذي قام به، حيث أصبح رمزاً عظيماً لبعض أفراد المجتمع، قائلاً: «ماذا لو اخترق موقع عالم لكُفر وشتم بعد أن أجازوا الفعلة مسبقاً، وهناك دعاة يصفقون لشبيحة الشتم ولبلطجية الهاكرز وهم في الحقيقة بلطجية وشبيحة مثلهم بالضبط».
كوميديا مقبولة
وأكد الغيث أن الكوميديا المقبولة البعيدة عن السخرية السيئة مقبولة ولا بأس بها، مشيراً في نفس الوقت إلى أن هناك كوميديا تطلق لبعض الدعاة والمشايخ لا ينبغي إنكارها كونهم بالأصل استخدموا هذه السخرية عبر دعواتهم وخطبهم للناس، مؤكداً أن نقد السلوكيات أمرٌ مستحب وأحياناً يجب نقدها كون نقد سلوكيات الدعاة واجبة من باب أولى، لأن خطأ الداعية سيترتب عليه ضلال ناسِ كثر يقومون باتباعه، قائلاً: «نقد تناقضاته وأفكاره وسلوكياته واجبة ومن باب الاحتساب والجهاد في سبيل الله».
لحوم مسمومة
وقال الغيث إن مقولة الحافظ ابن عساكر – رحمه الله – ونصها: «اعلم يا أخي أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، بلاه الله قبل موته بموت القلب» هي مجرد مقولة وليست بحديث ولا آية، وجاء فقط في سياق لمن أساؤوا للعلماء وافتروا عليهم في ذلك الوقت.
جمع بين سيئتين
وانتقد الغيث فئة من العلماء – لم يسمها- جمعت بين سيئتين بعدما كانوا في وقت ما يسيئون للآخرين ويستبيحون ويستحلون سبهم وشتمهم وقذف أعراضهم وتكفيرهم، في حين أنهم يرفضون من ينتقدهم وينفرون بعد أن يتم الاستهزاء بهم. وقال: «لم نرَ ونسمع من ينكر عليهم بل إن هناك كثيراً من الأشخاص مؤيدون لهم».
العلماء والدعاة
ولفت الغيث إلى أنه يجب التفريق بين العلماء والدعاة، حيث إن العلماء مكانتهم أعلى وأرقى، من منازل الدعاة الذين قد يكونون مدمني مخدرات وأصحاب سوابق ليصبحوا دعاة بعد إطالة لحاهم.
كهنوت حقيقي
وحذَّر الغيث من فهم آية قوله عز وجل: «قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون» بالطريقة الخاطئة، مشيراً إلى أنه من الجهل والظلم الاستدلال بمثل هذه الآية للدفاع عن علماء ومشايخ، مضيفاً: «إذا فعلوا ذلك فإنهم جمعوا الدعاة مع الله وكتابه ورسله والعياذ بالله، فإذا حرمنا نقد سلوكيات الدعاة نكون قارناهم بالله وبالرسول – صلى الله عليه وسلم- وأصبحنا نعبدهم كأنهم أصنام وهذا هو الكهنوت الحقيقي الذي نهينا عنه.

وقصر رئيس قسم الدراسات للشؤون الخارجية ونائب رئيس هيئة الفتوى الشرعية في الجزائر، الدكتور الشيخ عزالدين بن زغيبة نقد الداعية أو العالم بأن يكون من قبل داعية مثله أو من أي شخص لديه علم يوازي علم المنقود ليكون الإنصاف حاضراً بذلك، مشيراً إلى أنه لا يوجد شخص منزَّه عن الخطأ وأن الجميع قد يقع تحت طائلة النقد.