مجتمع ماكس
السلام عليكم اخي/اختي

نورت المنتدى

ساعدنا بارقي بالمنتدى بالتسجيل

سجل معنا و اقضي اجمل الاوقات

وشكرا لك
مجتمع ماكس
السلام عليكم اخي/اختي

نورت المنتدى

ساعدنا بارقي بالمنتدى بالتسجيل

سجل معنا و اقضي اجمل الاوقات

وشكرا لك

مجتمع ماكس

مجتمع ماكس منتدى شبابي و بناتي عام ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
صالونات جزائرية
ديكورات مطابخ ملونه 2017 ، ارقى صور مطابخ خشبيه 2017 , ديكورات مطابخ غايه في الروعة
غرف نوم جرار, ديكورات غرف نوم حديثة, غرف نوم هادية للعرسان, احلى غرف نوم مودرن
ديكورات منزلية خارجية, ديكورات منزلية من الخارج, احلى ديكورات منزلية 2017
مطابخ المانية بتصميمات واشكال غير تقليدية , اجمل المطابخ , مطابخ جديدة لعام 2017
انتريهات مودرن, ديكورات انتريهات امريكانى, انتريهات شيك بالصور جمال الديكورات
مطابخ عصرية باللونين الفضي والرصاصي روعه لمحبي الاناقة والجمال
ديكورات صالونات جميلة جدا تشكيلة منوعة من ديكورات صالونات
ديكورات صالونات مودرن 2017 اجمل صور الصالونات 2017
ديكورات فخمة جدا لغرف النوم , ديكورات اخر شياكة,اجمل واشيك واروع الديكورات لغرف النوم
الإثنين 7 مارس - 1:50
الإثنين 7 مارس - 1:50
الإثنين 7 مارس - 1:50
الإثنين 7 مارس - 1:49
الإثنين 7 مارس - 1:49
الإثنين 7 مارس - 1:48
الإثنين 7 مارس - 1:48
الإثنين 7 مارس - 1:48
الإثنين 7 مارس - 1:47
الإثنين 7 مارس - 1:47











شاطر
 

 تفسير الزلزلة والبينة والقدر...مع الشرح المفصل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
IMaD MaX
IMaD MaX


مؤسس المنتدى

مؤسس المنتدى
معلومات اضافية
أﻧَــــاٌ أﻧَــــاٌ : ذكر
آلَمـَشٌآرَﻛَــــــآتْ آلَمـَشٌآرَﻛَــــــآتْ : 8885
اّلّـــــدّوّلّـــــــــةّ اّلّـــــدّوّلّـــــــــةّ : المغرب
اٍّلَّــــوّظُيٌّفّْــــــةْ اٍّلَّــــوّظُيٌّفّْــــــةْ : طالب
آلِّمِّـــزٍّآجِّ آلِّمِّـــزٍّآجِّ : الحمد لله على كل حال
آلْعْــــــــمْــــــرْ آلْعْــــــــمْــــــرْ : 26
نْقْآطْ آلْتْقْيْيْــــمْ نْقْآطْ آلْتْقْيْيْــــمْ : 12
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 23/01/2013
تفسير الزلزلة والبينة والقدر...مع الشرح المفصل Uo_oy_11
نقاطي نقاطي : 23733

تفسير الزلزلة والبينة والقدر...مع الشرح المفصل Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الزلزلة والبينة والقدر...مع الشرح المفصل   تفسير الزلزلة والبينة والقدر...مع الشرح المفصل Emptyالخميس 23 يوليو - 8:47

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الزلزلة

القول في تأويل قوله تعالى ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ( 1 ) وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها ( 3 ) يومئذ تحدث أخبارها ( 4 ) بأن ربك أوحى لها ( 5 ) يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ( 6 ) فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ( 7 ) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ( 8 ) ) . 

يقول تعالى ذكره : ( إذا زلزلت الأرض ) لقيام الساعة ( زلزالها ) فرجت رجا ; والزلزال : مصدر إذا كسرت الزاي ، وإذا فتحت كان اسما ; وأضيف الزلزال إلى الأرض وهو صفتها ، كما يقال : لأكرمنك كرامتك ، بمعنى : لأكرمنك كرامة . وحسن ذلك في زلزالها ، لموافقتها رءوس الآيات التي بعدها . 

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : ( زلزلت الأرض ) على عهد عبد الله ، فقال لها عبد الله : ما لك ، أما إنها لو تكلمت قامت الساعة . 

وقوله : ( وأخرجت الأرض أثقالها ) يقول : وأخرجت الأرض ما في بطنها من الموتى أحياء ، والميت في بطن الأرض ثقل لها ، وهو فوق ظهرها حيا ثقل عليها . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( وأخرجت الأرض أثقالها ) قال : الموتى . [ ص: 548 ] 

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، ( وأخرجت الأرض أثقالها ) قال : يعني الموتى . 

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد ( وأخرجت الأرض أثقالها ) من في القبور . 

وقوله : ( وقال الإنسان ما لها ) يقول تعالى ذكره : وقال الناس إذا زلزلت الأرض لقيام الساعة : ما للأرض وما قصتها ( يومئذ تحدث أخبارها ) . 

كان ابن عباس يقول في ذلك ما حدثني ابن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، ( وقال الإنسان ما لها ) قال الكافر : ( يومئذ تحدث أخبارها ) 

يقول : يومئذ تحدث الأرض أخبارها ، وتحديثها أخبارها ، على القول الذي ذكرناه عن عبد الله بن مسعود ، أن تتكلم فتقول : إن الله أمرني بهذا ، وأوحى إلي به ، وأذن لي فيه . 

وأما سعيد بن جبير ، فإنه كان يقول في ذلك ما حدثنا به أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، قال : سمعت سعيد بن جبير يقرأ في المغرب مرة : ( يومئذ تنبئ أخبارها ) ومرة : ( تحدث أخبارها ) . 

فكأن معنى تحدث كان عند سعيد : تنبئ ، وتنبيئها أخبارها : إخراجها أثقالها من بطنها إلى ظهرها . وهذا القول قول عندي صحيح المعنى ، وتأويل الكلام على هذا المعنى : يومئذ تبين الأرض أخبارها بالزلزلة والرجة ، وإخراج الموتى من بطونها إلى ظهورها ، بوحي الله إليها ، وإذنه لها بذلك ، وذلك معنى قوله : ( بأن ربك أوحى لها ) . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن . قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : ( وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ) قال : أمرها ، فألقت ما فيها وتخلت . 

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( بأن ربك أوحى لها ) قال : أمرها . 

وقد ذكر عن عبد الله أنه كان يقرأ ذلك : ( يومئذ تنبئ أخبارها ) وقيل : معنى [ ص: 549 ] ذلك أن الأرض تحدث أخبارها من كان على ظهرها من أهل الطاعة والمعاصي ، وما عملوا عليها من خير أو شر .

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( يومئذ تحدث أخبارها ) قال : ما عمل عليها من خير أو شر ، ( بأن ربك أوحى لها ) قال : أعلمها ذلك . 

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( يومئذ تحدث أخبارها ) قال : ما كان فيها ، وعلى ظهرها من أعمال العباد . 

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( يومئذ تحدث أخبارها ) قال : تخبر الناس بما عملوا عليها . 

وقيل : عني بقوله : ( أوحى لها ) : أوحى إليها . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني ابن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( أوحى لها ) قال : أوحى إليها . 

وقوله : ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ) قيل : إن معنى هذه الكلمة التأخير بعد ( ليروا أعمالهم ) قالوا : ووجه الكلام : يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ، ليروا أعمالهم ، يومئذ يصدر الناس أشتاتا . قالوا : ولكنه اعترض بين ذلك بهذه الكلمة . 

ومعنى قوله : ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ) عن موقف الحساب فرقا متفرقين ، فآخذ ذات اليمين إلى الجنة ، وآخذ ذات الشمال إلى النار . 

وقوله : ( ليروا أعمالهم ) يقول : يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين ، عن اليمين وعن الشمال ، ليروا أعمالهم ، فيرى المحسن في الدنيا ، المطيع لله عمله وما أعد الله له يومئذ من الكرامة ، على طاعته إياه كانت في الدنيا ، ويرى المسيء العاصي لله عمله وجزاء عمله وما أعد الله له من الهوان والخزي في جهنم على معصيته إياه كانت في الدنيا ، وكفره به . 

وقوله : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) 

يقول : فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير ، يرى ثوابه هنالك ( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) يقول : ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه هنالك ، وقيل : ومن يعمل ، والخبر [ ص: 550 ] عنها في الآخرة ؛ لفهم السامع معنى ذلك ، لما قد تقدم من الدليل قبل ، على أن معناه : فمن عمل ذلك ؛ دلالة قوله : ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ) على ذلك . ولكن لما كان مفهوما معنى الكلام عند السامعين ، وكان في قوله : ( يعمل ) حث لأهل الدنيا على العمل بطاعة الله ، والزجر عن معاصيه ، مع الذي ذكرت من دلالة الكلام قبل ذلك ، على أن ذلك مراد به الخبر عن ماضي فعله ، وما لهم على ذلك ، أخرج الخبر على وجه الخبر عن مستقبل الفعل . 

وبنحو الذي قلنا من أن جميعهم يرون أعمالهم ، قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) قال : ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرا ولا شرا في الدنيا ، إلا آتاه الله إياه . فأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته ، فيغفر الله له سيئاته . وأما الكافر فيرد حسناته ، ويعذبه بسيئاته . وقيل في ذلك غير هذا القول ، فقال بعضهم : أما المؤمن ، فيعجل له عقوبة سيئاته في الدنيا ، ويؤخر له ثواب حسناته ، والكافر يعجل له ثواب حسناته ، ويؤخر له عقوبة سيئاته . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : ثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنيه محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو بن قتادة ، قال : سمعت محمد بن كعب القرظي ، وهو يفسر هذه الآية : ( فمن يعمل مثقال ذرة ) قال : من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر ير ثوابه في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عنده خير ( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) من مؤمن ير عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس عنده شيء . 

حدثني محمود بن خداش ، قال : ثنا محمد بن يزيد الواسطي ، قال : ثنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو بن دينار ، قال : سألت محمد بن كعب القرظي ، عن هذه الآية : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) قال : من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر ، ير ثوابها في نفسه وأهله وماله ، حتى يخرج من الدنيا وليس له خير ; ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن ، ير عقوبتها [ ص: 551 ] في نفسه وأهله وماله ، حتى يخرج وليس له شر . 

حدثني أبو الخطاب الحساني ، قال : ثنا الهيثم بن الربيع ، قال : ثنا سماك بن عطية ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : كان أبو بكر رضي الله عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فرفع أبو بكر يده من الطعام ، وقال : يا رسول الله إني أجزى بما عملت من مثقال ذرة من شر ، فقال : " يا أبا بكر ، ما رأيت في الدنيا مما تكره فمثاقيل ذر الشر ، ويدخر لك الله مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة " . 

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أيوب ، قال : وجدنا في كتاب أبي قلابة ، عن أبي إدريس : أن أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزلت هذه الآية : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فرفع أبو بكر يده من الطعام ، وقال : إني لراء ما عملت ، قال : لا أعلمه إلا قال : ما عملت من خير وشر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن ما ترى مما تكره فهو مثاقيل ذر شر كثير ، ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى تعطاه يوم القيامة " وتصديق ذلك في كتاب الله : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) . 

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أيوب ، قال : قرأت في كتاب أبي قلابة قال : نزلت ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) وأبو بكر يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمسك وقال : يا رسول الله ، إني لراء ما عملت من خير وشر ؟ فقال : " أرأيت ما رأيت مما تكره ، فهو من مثاقيل ذر الشر ، ويدخر مثاقيل ذر الخير ، حتى تعطوه يوم القيامة " قال أبو إدريس : فأرى مصداقها في كتاب الله ، قال : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) . 

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، قال : قالت عائشة : يا رسول الله ، إن عبد الله بن جدعان كان يصل الرحم ، ويفعل ويفعل ، هل ذاك نافعه ؟ قال : " لا إنه لم يقل يوما : " رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " .

حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا حفص ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله ، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ، ويطعم المسكين ، فهل ذاك نافعه ؟ قال : " لا ينفعه ، إنه لم يقل يوما : " رب اغفر [ ص: 552 ] لي خطيئتي يوم الدين " 

حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن داود ، عن عامر الشعبي ، أن عائشة أم المؤمنين قالت : يا رسول الله ، إن عبد الله بن جدعان ، كان يصل الرحم ، ويقري الضيف ، ويفك العاني ، فهل ذلك نافعه شيئا ؟ قال : " لا إنه لم يقل يوما : " رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " . 

حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن داود ، عن عامر ، عن علقمة ، أن سلمة بن يزيد الجعفي ، قال : يا رسول الله ، إن أمنا هلكت في الجاهلية ، كانت تصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتفعل وتفعل ، فهل ذلك نافعها شيئا ؟ قال : " لا " . 

حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا الحجاج بن المنهال ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : ثنا داود ، عن الشعبي ، عن علقمة بن قيس ، عن سلمة بن يزيد الجعفي ، قال : ذهبت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إن أمنا كانت في الجاهلية تقري الضيف ، وتصل الرحم ، هل ينفعها عملها ذلك شيئا ؟ قال : " لا " . 

حدثني محمد بن إبراهيم بن صدران وابن عبد الأعلى ، قالا ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : ثنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن علقمة ، عن سلمة بن يزيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه . 

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن محمد بن كعب ، أنه قال : أما المؤمن فيرى حسناته في الآخرة ، وأما الكافر فيرى حسناته في الدنيا .

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا أبو نعامة ، قال : ثنا عبد العزيز بن بشير الضبي جده سلمان بن عامر أن سلمان بن عامر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن أبي كان يصل الرحم ، ويفي بالذمة ، ويكرم الضيف ، قال : " مات قبل الإسلام " ؟ قال : نعم ، قال : " لن ينفعه ذلك " فولى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالشيخ " فجاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها لن تنفعه ، ولكنها تكون في عقبه ؛ فلن تخزوا أبدا ، ولن تذلوا أبدا ، ولن تفتقروا أبدا " . 

حدثنا ابن المثنى وابن بشار ، قالا ثنا أبو داود ، قال : ثنا عمران ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لا يظلم المؤمن حسنة [ ص: 553 ] يثاب عليها الرزق في الدنيا ، ويجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيعطيه بها في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة ، لم تكن له حسنة " . 

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا ليث ، قال : ثني المعلى ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحسن من محسن ، مؤمن أو كافر إلا وقع ثوابه على الله في عاجل دنياه ، أو آجل آخرته " . 

حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يحيى بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : أنزلت : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) وأبو بكر الصديق قاعد ، فبكى حين أنزلت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك يا أبا بكر ؟ " قال : يبكيني هذه السورة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم " . 

فهذه الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنبئ عن أن المؤمن إنما يرى عقوبة سيئاته في الدنيا ، وثواب حسناته في الآخرة ، وأن الكافر يرى ثواب حسناته في الدنيا ، وعقوبة سيئاته في الآخرة ، وأن الكافر لا ينفعه في الآخرة ما سلف له من إحسان في الدنيا مع كفره . 

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن علي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، قال : أدركت سبعين من أصحاب عبد الله ، أصغرهم الحارث بن سويد ، فسمعته يقرأ : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) حتى بلغ إلى : ( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) قال : إن هذا إحصاء شديد . 

وقيل : إن الذرة دودة حمراء ليس لها وزن . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني إسحاق بن وهب العلاف ومحمد بن سنان القزاز ، قالا : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : ( مثقال ذرة ) قال ابن سنان في حديثه : مثقال ذرة حمراء . وقال ابن وهب في حديثه : نملة حمراء . قال إسحاق ، قال يزيد بن هارون : وزعموا أن هذه الدودة الحمراء ليس لها وزن . 


تفسير سورة البينة

القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ( 1 ) رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ( 2 ) فيها كتب قيمة ( 3 ) وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ( 4 ) ) . 

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) فقال بعضهم : معنى ذلك : لم يكن هؤلاء الكفار من أهل التوراة والإنجيل ، والمشركون من عبدة الأوثان ( منفكين ) يقول : منتهين حتى يأتيهم هذا القرآن . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( منفكين ) قال : لم يكونوا لينتهوا حتى يتبين لهم الحق . 

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله ( منفكين ) قال : منتهين عما هم فيه . 

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( منفكين حتى تأتيهم البينة ) أي : هذا القرآن . 

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قول الله : [ ص: 540 ] ( والمشركين منفكين ) قال : لم يكونوا منتهين حتى يأتيهم ; ذلك المنفك . 

وقال آخرون : بل معنى ذلك أن أهل الكتاب وهم المشركون ، لم يكونوا تاركين صفة محمد في كتابهم ، حتى بعث ، فلما بعث تفرقوا فيه . 

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال : معنى ذلك : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد ، حتى تأتيهم البينة ، وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه ، رسول من الله . وقوله : ( منفكين ) في هذا الموضع عندي من انفكاك الشيئين أحدهما من الآخر ، ولذلك صلح بغير خبر ، ولو كان بمعنى ما زال ، احتاج إلى خبر يكون تماما له ، واستؤنف قوله ( رسول من الله ) هي نكرة على البينة ، وهي معرفة ، كما قيل : ( ذو العرش المجيد فعال ) فقال : حتى يأتيهم بيان أمر محمد أنه رسول الله ، ببعثة الله إياه إليهم ، ثم ترجم عن البينة ، فقال : تلك البينة 

( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ) يقول : يقرأ صحفا مطهرة من الباطل 

( فيها كتب قيمة ) يقول : في الصحف المطهرة كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة ، ليس فيها خطأ ؛ لأنها من عند الله . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك . 

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ) يذكر القرآن بأحسن الذكر ، ويثني عليه بأحسن الثناء . 

وقوله : ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) يقول : وما تفرق اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكذبوا به ، إلا من بعد ما جاءتهم البينة ، يعني : من بعد ما جاءت هؤلاء اليهود والنصارى البينة ، يعني : أن بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه ، يقول : فلما بعثه الله تفرقوا فيه ، فكذب به بعضهم ، وآمن بعضهم ، وقد كانوا قبل أن يبعث غير مفترقين فيه أنه نبي . 



تفسير سورة القدر

القول في تأويل قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ( 1 ) وما أدراك ما ليلة القدر ( 2 ) ليلة القدر خير من ألف شهر ( 3 ) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ( 4 ) سلام هي حتى مطلع الفجر ( 5 ) ) . 

يقول تعالى ذكره : إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، وهي ليلة الحكم التي يقضي الله فيها قضاء السنة ; وهو مصدر من قولهم : قدر الله علي هذا الأمر ، فهو يقدر قدرا . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن المثنى ، قال : ثني عبد الأعلى ، قال : ثنا داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : نزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه . 

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه ، فهو قوله : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) . 

قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، فذكر نحوه ، وزاد فيه . وكان بين أوله وآخره عشرون سنة . 

قال ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان التيمي ، قال : ثنا عمران أبو العوام ، قال : ثنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، أنه قال في قول الله : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) قال : نزل أول القرآن في ليلة القدر . [ ص: 532 ] 

حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن حكيم بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : نزل القرآن في ليلة من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم فرق في السنين ، وتلا ابن عباس هذه الآية : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : نزل متفرقا . 

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، في قوله : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) قال : بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا . 

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم ، عن سعيد بن جبير : أنزل القرآن جملة واحدة ، ثم أنزل ربنا في ليلة القدر : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) . 

قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) قال : أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، فكان بموقع النجوم ، فكان الله ينزله على رسوله ، بعضه في أثر بعض ، ثم قرأ : ( وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( ليلة القدر ) : ليلة الحكم . 

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) قال : ليلة الحكم . 

ثنا وكيع . عن سفيان ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير : يؤذن للحجاج في ليلة القدر ، فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، فلا يغادر منهم أحد ، ولا يزاد فيهم ، ولا ينقص منهم . 

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا ربيعة بن كلثوم ، قال : قال رجل للحسن وأنا أسمع : رأيت ليلة القدر في كل رمضان هي ؛ قال : نعم ، والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي كل رمضان ، وإنها لليلة القدر ، ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) [ ص: 533 ] فيها يقضي الله كل أجل وعمل ورزق ، إلى مثلها . 

حدثنا أبو كريب . قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر ، قال : ليلة القدر في كل رمضان . 

وقوله : ( وما أدراك ما ليلة القدر ) يقول : وما أشعرك يا محمد أي شيء ليلة القدر خير من ألف شهر . 

اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : العمل في ليلة القدر بما يرضي الله ، خير من العمل في غيرها ألف شهر . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : بلغني عن مجاهد ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) قال : عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر . 

قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو بن قيس الملائي ، قوله : ( خير من ألف شهر ) قال : عمل فيها خير من عمل ألف شهر . 

وقال آخرون : معنى ذلك أن ليلة القدر خير من ألف شهر ، ليس فيها ليلة القدر . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( خير من ألف شهر ) ليس فيها ليلة القدر . 

وقال آخرون في ذلك : ما حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام بن سلم ، عن المثنى بن الصباح ، عن مجاهد قال : كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ، ففعل ذلك ألف شهر ، فأنزل الله هذه الآية : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل . 

وقال آخرون في ذلك : ما حدثني أبو الخطاب الجارودي سهيل ، قال : ثنا سلم بن قتيبة ، قال : ثنا القاسم بن الفضل ، عن عيسى بن مازن ، قال : قلت للحسن بن علي رضي الله عنه : يا مسود وجوه المؤمنين ، عمدت إلى هذا الرجل ، فبايعت له ، يعني معاوية بن أبي سفيان ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري في منامه بني أمية يعلون منبره خليفة خليفة ، فشق ذلك عليه ، فأنزل الله : ( إنا أعطيناك الكوثر ) و ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) يعني ملك [ ص: 534 ] بني أمية ; قال القاسم : فحسبنا ملك بني أمية ، فإذا هو ألف شهر . 

وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال : عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ، ليس فيها ليلة القدر . وأما الأقوال الأخر ، فدعاوى معان باطلة ، لا دلالة عليها من خبر ولا عقل ، ولا هي موجودة في التنزيل . 

وقوله : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) 

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : تنزل الملائكة وجبريل معهم ، وهو الروح في ليلة القدر ( بإذن ربهم من كل أمر ) يعني بإذن ربهم ، من كل أمر قضاه الله في تلك السنة ، من رزق وأجل وغير ذلك . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( من كل أمر ) قال : يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها . 

فعلى هذا القول منتهى الخبر ، وموضع الوقف من كل أمر . 

وقال آخرون : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم ) لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثت عن يحيى بن زياد الفراء ، قال : ثني أبو بكر بن عياش ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أنه كان يقرأ : " من كل امرئ سلام " وهذه القراءة من قرأ بها وجه معنى من كل امرئ : من كل ملك ; كان معناه عنده : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل ملك يسلم على المؤمنين والمؤمنات ; ولا أرى القراءة بها جائزة ، لإجماع الحجة من القراء على خلافها ، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين ، وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله " أمر " ياء ، وإذا قرئت : ( من كل امرئ ) لحقتها همزة ، تصير في الخط ياء . 

والصواب من القول في ذلك : القول الأول الذي ذكرناه قبل ، على ما تأوله قتادة . 

وقوله : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) سلام ليلة القدر من الشر كله من أولها إلى طلوع الفجر من ليلتها . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 535 ] 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( سلام هي ) قال : خير ( حتى مطلع الفجر ) . 

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( من كل أمر سلام ) أي : هي خير كلها إلى مطلع الفجر . 

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن مجاهد ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) قال : من كل أمر سلام . 

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : ( سلام هي ) قال : ليس فيها شيء ، هي خير كلها ( حتى مطلع الفجر ) . 

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : ثنا عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، في قوله : ( من كل أمر سلام هي ) قال : لا يحدث فيها أمر . 

وعني بقوله : ( حتى مطلع الفجر ) : إلى مطلع الفجر . 

واختلفت القراء في قراءة قوله : ( حتى مطلع الفجر ) فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار ، سوى يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي ( مطلع الفجر ) بفتح اللام ، بمعنى : حتى طلوع الفجر ; تقول العرب : طلعت الشمس طلوعا ومطلعا . وقرأ ذلك يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي : ( حتى مطلع الفجر ) بكسر اللام ، توجيها منهم ذلك إلى الاكتفاء بالاسم من المصدر ، وهم ينوون بذلك المصدر . 

والصواب من القراءة في ذلك عندنا : فتح اللام لصحة معناه في العربية ، وذلك أن المطلع بالفتح هو الطلوع ، والمطلع بالكسر : هو الموضع الذي تطلع منه ، ولا معنى للموضع الذي تطلع منه في هذا الموضع . 

هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبيه محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير الزلزلة والبينة والقدر...مع الشرح المفصل
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الماعون تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
» مرض المفصل التنكسي ( الاحتكاك)
» كــلــمــ♥ـــة هــاديــ♥ــة في الإيمان بالقضاء والقدر
» ثيم ويـندوز8 hd مع الشرح 2013 .
» برنامج محول الصوتيات مع الشرح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجتمع ماكس :: المنتدى الاسلامي :: منتدى القرآن الكريم وعلومة-
رسائل حب شات حيروني شات الود السعودي منتدى الود السعودي كونتكس ديف |Welcome To RDPpro - Professional for the webشاتدردشة قمرشات عسلعزعزشاتدردشة قمرشات عسلشات صوتيشات صوتيسعودي لولسعودي كام مدونة كل شيئ !شات الجوال الصوتي شات جوال دردشة الجوال دردشة الجوال الصوتي عزوز HDشبكة عزوزعزوزيعزوXshopX.net |نظارة جوجلجهاز تتبع |كورة اليومصورمشكلتيمنتدياتتصميمتصويرمدونة التوظيف في الجزائرالتوظيف في الجزائرسيارات مستعملة للبيع في السعوديةسيارات مستعملة للبيع سيارات للبيع